فتحت مقلتيها الناعستين ذات الجفون المزدوجة و الرموش الطويلة ليقع نظرها عليه ، لم يكن بجانبها
، بل كان يجلس على تلك الاريكة مغلقاً مقلتاه ماسكاً مزماره يعزف اعذب الألحان .. إبتسمت هي
لتنهض متوجهة إليه ضمته إليها قائلة بصوتها الناعس: لا تتتعب نفسك بالعزف ، ألا تذكر ماذا قال
لك الطبيب البارحة ؟
إبتسم هو ، فتح عيناه ينظر إلى كل مكان و أي مكان بشكل عشوائي مجيباً إياها : آه معك حق ،
صمت لوهلةٍ بعد آن آشتمّ تلكّ الرآئحة المألوفةٍ وقد آردف بعدهآ : ما الذي ترتدينه عزيزتي "باروس" ؟ إنها
تمطر بغزارة خارجاً ، رائحة المطر قوية ، فهل ترتدين ملابساً دافئة ؟
مسحت بإبهاميها على عينيه قائلة بعدما اومأت برأسها : أجل انا أرتدي جيداً لا تقلق علي ، فقط فكر
بما هو أهم ..
توقف بغضب ثائر ، كاد أن يقع إلا أنه تدارك خطواته قائلاً: لا أستطيع أن أقبل بهذه العملية ..
لحقت به في كل خطوة يخطوها ولم تكن تختلف عنه فهي ثائرة بما يكفي أيضاً مجيبة: ألا تريد أن
ترى ، ألا تشتاق إلي ، لا تكن أنانياً فأنا أشتاق حقاً لرؤية مقلتيك تنظران إلي بكل حنان ..
قاطعها قائلة : أنا خائف ، خائف جداً ، ألا تكفيكِ عملية القلب التي سأقوم بهآ بعد شهر؟ ألست قلقة علي؟
اجابته بحزن : أعلم ذلك و لكن ذلك موضوع آخر ، أريد أن أراك وأنت تنظر إلي بجاذبية أكثر مما
تبدو عليه الآن ..
قالتها ثم خرجت من الغرفة لتبقيه وحيداً في عالمه الأسود .. لم يستطع التوسل لها بألا تتركه في هذه
الغرفة المظلمة لوحده .. لم يستطع ذلك حفاظاً على كرامته .. فكيف سيطلب منها عدم الرحيل لأنه
خائف من هذه الظلمة وهو يعلم بأنها أكثر شخص يخاف و بحاجة إلى من ينظر لها لتشعر بالحماية
والحنان ؟ كيف سيطلب منها شيئاً لم يستطع هو تحقيقه لها ؟
**
قرر الأبتعاد عنها لفترة ولم يحدد المدة لكنه ودعها بإبتسامة ساحرة ، بفرحة صارخة لم تستطع هي
تخمين ما سببها .. إكتفت بتوديعه بعدما همست في أذنه قائلة : إنتبه إلى نفسك ، وعش لأجلك فقط ،
لا لأجل أي شخص آخر .. لم يفهمها هو الآخر فلكلاهما اوصل كلامه و تصرفاته للطرف الآخر
بشكل مبهم ، مما جعلهم في حيرة من أمرهم ..
**
جلس في حديقة عامة كان مبتسماً مستمتعاً بصوت تغريد العصافير إلا أن صوتاً قاطع صمته قائلاً:
سوف تبصر يا هذا لكن قلبك سوف يتوقف عن النبض لذا كن مستعداً .. ثم ذهب ذلك الشخص مع
حيرة تسوكومو و يأسه ، فكم كان جميلاً لو أنه ابصر ورأى من ذلك الشخص؟ لكنه لم يستطع إلا
الصمت ..
لكن بعد تفكيره الملي في هذا الأمر أيقن بأنه مجرد كاهن طائش يريد تجربة قوته عليه..
لذلك لم يفعل شيئاً إلا أنه إبتسم ..
**
بعد أسبوع .. فتح عيناه الرماديتين .. رأى شعاعاً من نور .. والكثير من المخلوقات الغريبة أمامه ..
هناك مخلوقاً ما يرتدي سترة بيضاء .. : أهذا هو ما يسمى بشراً هل هذا هو طبيبي .. أهذه هي
أشكالهم ؟ كيف كنت امنع نفس عن الرؤية ؟ يالغبائي .. كان يجب علي أن أخضع لهذه العملية منذ
مدة طويلة .. فكم أشتاق لرؤيتها .. اخرج من جيبه صورة لها .. تعمق فيها وكأنه يحفظها جيداً وكأنما
ينوي توديعها لكن مع إبتسامة..
**
ذهب إلى مكانهم المعتاد الذي لم يراه يوماً ، فقط يعرف إسمه .. كان ينظر للصورة في كل ثانية
ويقارن بها كل فتاة تمر من جانبه و كل فتاة تجلس لوحدها او مع عائلتها ،كان يبحث عنها بثقة وكأنه
ميقن بأنها ستكون هنا لأجله ، لإنتظاره .. وبالفعل وجدها .. ولكن بعدما وجدها .. توقفت آلة الزمن
لبرهة .. لم يتبقى إلا هو في داخل دوامة سوداء.. شعر بأن صخرة قد سقطت عليه ، او سكيناً انغرز
في عينيه ، تمنى أنه لم يبصر ..: إذاً هذه هي الفتاة التي احبها ؟ أهي "باروس" ؟ إن شكلها .. شكلها فعلاً جميل...
و.... من معها يبدو.. يبدو أوسم مني و ألطف ..
**
كان يمشي بخطوات سريعة ... لذا كان من السهل عليه ان يتعثر مراراً وتكراراً ويعاود النهوض ،
كان صوتها يردد في داخله ، كان يتذكر كلامها السابق معه ..:"تسوكومو بالنسبة لعملية القلب فقط
يجب عليك ان تفكر بي فكر بأنني نبضك .. هل ستنقذني ، ام ستقتلني؟ القرار بيدك .. لذا سوف ادع
لك حرية القرار ..
تسوكومو ينطق بعدهـا بعدمـا لمس وجنتاهـا بأنامله : "باروس" سوف اخضع لعملية القلب لأجلك .."
اغلق اذنيه وكأنه يريد ان يوقف تلك الذكريات الكاذبة عن الطنين بإذنه ، إلا أنه لم يستطع ذلك ،
ليجلس على الأرض بخنوع و يبكي برقة لأنه لا يستطيع البكاء بقوة فأن قلبه ضعيف و يضرب
على صدره بكل قوته .. قائلاً بصوته
المهتز : كيف امكنك فعل ذلك بي ، كيف أمكنك يا نبضي ، كيف أمكنك باروس ..؟
**
بعد شهر خرج من العملية ، خرج بقلب سليم فهاقد نجحت .. كل من يعرفهم هنئوه بهذه المناسبة
الجميلة وعبروا له عن مدى قوته و ثقته لكي يخضع لعمليتين خطيرتين في وقتين متقاربين جداً..
لم يستطع تسوكومو إلا الصمت إلا ان تفكيره لم يصمت : انا لم اخضع لعمليتين ناجحتين بل فاشلتين
تماماً .. خضعت لعملية العين لأشقى ، لأرى مالا اريد رؤيته .. أما قلبي فقد توقف عن النبض ..
فالآن لم يعد يوجد فيه نبض .. لأن"باروس" قد توفيت فيه .. و قُبرت بشرايينه منذ تلك الحادثة .. هكذا الأموات
نضطر لتوديعهم رغماً عنا و ندوس على قلبنا نحاول نسيانهم ..
**
عجباً لهذه الحياة : إما أن نغلق مقلتانا فنسعد ..
أو نفتحهما فنشقى ..
تساءلت يوماً : ألا يوجد من يفتح مقلتاه فيسعد ..
هلا اخبرتموني كيف يستطيع لإنسان أن يبقى على قيد الحياة بلا نبض ..؟ أيعقل ذلك ؟
هي الأيام كما شاهدتها دول ... من سره زمن ساءته أزمان
يعني ألا يطمح الإنسان بالحصول على كل مايريد من الدنيا .. هي بطبعها غادرة و بخيلة.
النص الجميل بمجمله كـ غيمة جميلة يغلفها الحب و الفراق.
باروس كانت نبضاً توقف و املاً عاش و اضاء عيني حبيبها ~
كانت تعلم أنها النبض .. فما ينقصه سوى النظر .. لذلك سعت الى اقناعه.
و أخبرته بـ لب هذا كله ..
اقتباس:
إنتبه إلى نفسك ، وعش لأجلك فقط ،
لا لأجل أي شخص آخر ..
معها حق بذلك ..
ممممممـ بصراحة النص كله قابل للإقتباس .. فبين كل سطر و سطر يخرج معنى راقياً
و بين كل كلمة و اخرى ينبض شعوراً سامياً.
دائماً قصصك تحمل افكاراً لا معة ذهبية .. و هناك وبين الجمال الذي تحيكين ..
أجد في قصصك يا هوبي زاوية , واحة جميلة لخوض غمار الخيال و الأنسيابية ~
كوني من متابعين رواياتك و قصصك أجد جزءً خرافياً نابضاً يعزف أجمل الألحان.
آنيوهآآسيووو ~
آوني ماهذا الابدآآآع
التصميم مررره آعجبني
كلمآتك معبرة جدآآآ جعلتني آشعر بالنتمآءء لهذه القصة
الأدوآآر جدآآ جميله والهدف منهآآ مرره جميل
وخصوصآآ كلماتك الاخيره
اقتباس:
عجباً لهذه الحياة : إما أن نغلق مقلتانا فنسعد ..
أو نفتحهما فنشقى ..
تساءلت يوماً : ألا يوجد من يفتح مقلتاه فيسعد ..
هلا اخبرتموني كيف يستطيع لإنسان أن يبقى على قيد الحياة بلا نبض ..؟ أيعقل ذلك ؟
ي ربييه آحلى تقيييم وآحلى فايف ستآآرز لك آوني
سي يآآ
التوقيع
سآغيب لفترة آسبوع آتمنى تكونو بخير ~
آشوفكم على خير آنيدرا
E.L.F