الفصــل الثـالث
~…(مجرد همسة )…~
مرت بالقرب من احدى السيارات واذا بهاي يمسك بيدها ويسحبها معه بتلك السيارة بسرعه خاطفة ….
توسدت صدره على ذاك المقعد الوثير لم تستعد توازنها لوهلة اعتدلت بجلستها محاولة أن تتمالك رابطة جأشها فهذا ليس حلما ألان هذا الشخص بجانبي مشهور ، مشهور جدا وهاهو أخذني معه لا اعرف إلى أين ….
نظراتي له تعني الكثير ولكن لا أظنه فهم خوفي. انه يعرف بأنني أنثى ولكن ماذا ينوي ان يفعل ؟وماذا يخطط لم انتبه الا واصبعه الطويلة تضرب جبيني بحركة اخوية وهو يقول :” اعرف ان ما انا مقدم بفعله يعتبر جنونا ولكن لا أستطيع ان ادعك تعودين ادراجك وانتِ بهذا الحال ، لذا سأعتني بك حتى اشعر بأنني استطيع طلاقك لتعاودين حياتك “
كانت نظراته الحزينة مسلطة على وجهي سارقا انتباهي كله ازدرت لعابي محاولة ترطيب حلقي الجاف لعلي افهم ما قد سمعته للتو ، تحركت شفتاي لتعلن الرفض واذا بالسيارة تتحرك لتكسر اخر خيط امل أتمسك به بعد مضي بعض الوقت تحدثت لعلي اعرف ماذا ينوي فعله واذا به مغمض عيونه وتنفسه منتظم لم يمض الكثير من الوقت حتى يغط بنوم عميق لم أجرؤ على ازعاجه لذا اكتفيت بالصمت مراقبة تنفسه حينا والحين الاخر اراقب الطريق الذي بدأت يسلك منعطفات لم يسبق ان رأيتها بحياتي المباني الفاحشة الثراء ، الطراقات المرصوفه والاشجار كانت مشذبة بطريقة احترافية لا يعقل انه جاد بما قاله شعرت باهتزاز بجانبها فتح عيناه المتعبان واخرج هاتفه من جيبه وتحدث عبره لثوان واغلق الهاتف والتفت لي بعدها وامسك بيدي وقال :” اسمعيني جيدا !”
فقط ركزت نظري عليه لعلي اسمع حريتي تخرج من بين شفتيه الرقيقتين اكمل موجها حديثه وهو ينظر بعيناي كأنه يريد ان يرى مقدار ما افهمه مما يقوله :” ستتصرفين كشاب طوال فترة إقامتك لحين اسعادتك صحتك الامر ليس موضع نقاش ولكنه امر”
ما ان كدت سأفتح فمي واذا به يضع اصبعه الطويل على فمي ويقول:” آش ، اصمتِ !”
بعدها واصلنا السير حتى وصلنا الى تلك البناية المتعددة الطوابق حتى عجزت عن تعدادها النوافذ تمتد من الاعلى الى الاسفل .
قبل ان نترجل من السيارة امسك بيدي لأستدير اليه وامعن النظر بي وقال :” حقا لن يستطيع احد التعرف عليكِ !”
تشدق فمه عن ابتسامة رائعه اظهرت براءة لا استطيع ان اصدق ان شابا بمثل عمره يمتلك مثلها ترجلنا وحثثنا الخطى حتى دخلنا المصعد واغلق الباب علينا ساد الصمت لا يعكر صفوه سوى صوت انفاسنا واذا به يفاجئني بسؤاله:” لكن ما هو اسمكِ؟!”
نظرت له بغباء كـأني لم افهم ما قال وأجبته:” عفوا؟!”
اعاد ما قاله ببطء:” اسمك؟!”
اجبته:” اه ، اسمي كيم يون آه “ردده خلفي بطريقه جميلة جعلتني انظر لشفتيه وهو يهتف به :” كيم يون آه!حسنا انت ستأتي معي ولكن لا الشركة ولا المدراء يعرفون بوجودك لذا فلتكن حذرا اعرف ان الاعضاء سيساعدونني ولكن لن يغفروا لي ان عرفوا بأمر انك فتاة لذا فلنبقي هذا الامر سرا ولتبقي كما انت رجل ، حسنا!؟”
كان مركزا نظره على تعابير وجهي الذي امتلئ بالرفض وازداد شحوب لهذا الامر الصعب .لو انه يدعني وشأني سأكون اكثر امتنانا الا يعرف بأن وجودي بحد ذاته يعتبر معضلة لذا رسمت ابتسامة واهنة على محياي ورفعت نظر له
وقلت :” حسنا ، لنوقف كل شيء قبل ان نقع بمشاكل لانهاية لها ..”
دونجهاي :” انت لا تعرفين ما امر به وايضا انت ستأتين معي بصفتك رجل !” صمت قليلا وشملني بنظرة من عيناه البريئة واكمل :” لا احد سيشك بكونك امرأة بتاتا، كوني متأكدة من ذلك “
ترددت ولكنه كسر هذا التردد وامسك بيدي وخرجنا من المصعد متوجهين ناحية تلك الشقه التي ستضم لي حياة جديدة وسأكون بالقرب من الرجل الذي كنت ولازلت احلم بالنظر اليه ولو عن بعد فقط
..
دلفنا عبر ذاك الباب قصرت المسافة اصبح لا يبعد بيني وبينه سوا بضعة بوصات قليلة ها هو يقف عند الطاولة وبيده كأس لابد ان يكون ماء توقف بمحاذاة شفته والصدمة تصرخ من عيناه ابعد الكأس والتفت ببطء ناحيتنا وقال :” دونجهاياآه~ هل جُننت لماذا احضرته معك الى هنا!؟؟؟؟”
لا اعرف لماذا ابتسمت ربما لانه قال ما كنت افكر بأنه سيقوله لا احد سيقبل بوجود دخلاء معهم هكذا وفجأة بدون أي مقدمات …
التفت دونجهاي بملامحه الشاحبة وقال:” هيونج ! ارجوك ساعدني!”
عقد هيتشول مابين حاجبيه وقال:” ماذا ؟ ماذا هناك؟!”
ترك الكأس المسكين بلا مبالاة وتقدم منا قلبي يدق بقوة لا بل بجنون حتى عندما التفت لي دونجهاي ليطمئنني ظننته سمع قلبي، رائحته تصبح اقوي بكل مره يقترب حرارته اشعر بها من بعد أمتار فكيف وهو يقترب وضع يده على جبين دونجهاي وقال:” لا توجد حرارة ،” استقام بوقفته واكمل قائلا:” اذا ما سبب هذا الجنون المتأخر الان؟!”
ابتسم دونجهاي وامال برأسه قليلا وقال بصوت يشعر بتأنيب الضمير :” ستساعدني، اليس كذلك؟!”
هز رأسه لعدم الحيلة وقال:” ولكن لست مسئولا عن أي شيء ان تم اكتشافك”
هز ذاك الاخير رأسه بسعادة وبدأ من تلك اللحظة بدأت حياتي معهم يوما يسحب ورآه يوم اعتدتهم اعتادوني ، ما عداه لم يقترب مني ولم يحتك معي ولو حتى بهمسة او هزة رأس مضى الشهر والاثنان حتى بدأنا نحذو بخطانا شهرنا الخامس ونحن معا لم يشكو من وجودي يوما ولم يشك احدهم بي حتى ان دونجهاي يبدو انه نسي انني فتاة
…
ذات يوم استيقظت مبكرا لحاجتي للحمام ، خرجت من الغرفه التي تضمني انا ودنجهاي وتيوك كنت انام على سرير هذا العجوز بينما هو ينام مع دونجهاي فقط حتى ارتاح جيدا عشقتهم فردا ،فردا ولم اندم يوما لانني أطعت دونجهاي واتيت معه الى هنا صحيح انني اراه فقط لمحات ولكنها كانت تكفيني.
كنت حريصة جدا بعدم اظهار أي مشاعر تدل على كوني فتاة وكنت دائما حذرة باخفاء ملامحي الانثوية توجهت للحمام اغلقت الباب كما العادة .