العنوان:لا تزالين هنا .
النوع: قصة قصيرة – دراما.
517كلمة .
××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××
“واحد,اثنان,ثلاثة”
وقفت لوهلة , تمتمت قليلاً , ثم تابعت خطواتها “أربعة,خمسة,ستة” ..
كانت تلك الصغيرة , تلعب على أرصفة إحدى الطُرق ممسكة بطرف ثوبها الأصفر
نسمات هواء تهب حيناً ثم تهداً , فتعود للهبوب مجدداً بخفة لتداعب خصلات شعرها الأسود القصير .
رغم هبوب نسمات الهواء تلك , إلّا أن الحرارة كانت تغلب على الأجواء مما جعل وجه تلك الصغيرة يتورد .
*ما الذي تفعله ؟* ..
أتى ذلك الصوت مخاطباً من كان ينظر إلى منظر الفتاة سابقاً , كان الصوت عالياً بعض الشيء لذا التفتت الفتاة الصغيرة بفضول .. تعابيرها كانت لطيفة نوعاً ما .
أعاد نظره إليها من كان واقفاً على عتبة باب منزله , ثم لوّح إليها مبتسماً فردت له بالمثل .
تنهد ثم دخل المنزل .. فتبعه صاحب الصوت قبلاً :يونهو ..
*كانت أشبه بتمتمه لكنها واضحه كفاية لـ يونهو*
جلس يونهو على الكرسي في غرفة الجلوس التي غلب اللون البني والأبيض عليها من بعض الوسادات الموزعة بطريقة
عشوائية على الأرائك , ثم بدأ حديثه : لا بأس تشانغمين , إنه ليس بذلك الأمر المهم أنا فقط .. لو أنا كانت لا تزال على قيد الحياة ..
*لم يستطع يونهو إكمال حديثه , الدموع اجتمعت في عينيه , وكونه ذلك الشخص القوي لم يستطع أن يظهر ضعفه
لأخيه الأصغر , يجب أن يوقف كلماته قبل أن تنزل دموعه فيرى أخاه ضعفه وقلة حيلته , لكن .. إن ابتلع
ألمه سيبقى ذلك القوي بالنسبة لأخيه , أو ذلك ما كان يعتقد على الأقل*
جلس تشانغمين بجانبه وربّت على ظهر أخيه الأكبر , لم يكن بذلك القرب من يونهو فالماضي لكن , بعد موت ابنته كل
شيء تغير , لم يكن هناك من يساعده أو يقف بجانبه , يونهو وزوجته تطلقا بالفعل قبل موت ( نا إيون ) . بعد الطلاق
سافرت هي للخارج وتركت الصغيرة مع يونهو , تشانغمين كان يساعد يونهو في تربيتها بالإضافة لأصدقاء يونهو
من الدراسة (بارك يوتشون و كيم جايجونغ ) , جارهم (كيم جونسو) كان طيباً كفاية ليقوم برعاية نا إيون إن كانوا
مشغولين يوماً ..
لكن , لا يمكن تجاهل الفراغ الذي حصل في حياتهم بعد موتها , نا إيون ..
لم يكن بيدهم شيء يستطيعون فعله , فجأة بدأت حالتها تسوء , اصفرت عيناها وبهت لون بشرتها , لم تعد تلعب كما كانت
فالسابق أو كأي طفل آخر ذو خمس سنوات . تجاهل يونهو وتشانغمين الأمر فالبداية لكن حالتها استمرت بالتدهور , تأخر
العلاج .. أُنهك جسدها الصغير .. فارقت الحياة ..فارقت روحها جسدها الصغير .أهي حقاً النهاية ؟
أحس تشانغمين فجأة بشيء يبلل كتفه , نظر إلى الأسفل ليجد أخاه الأكبر يبكي وهو يتحضنه بضعف ..
تمتم يونهو بهدوء وتحدث من بين شهقاته : أرجوك تشانغمين , فقط لهذه اللحظة , فقط دعني أكن ضعيفاً دعني أبكي وأكن خاسراً , ثم يمكنك أن تنسى كل ذلك , فقط احتفظ
بصورة أخيك القوي في مخيلتك ودعني أبكي الآن فحسب”
ابتسم تشانغمين محتضناً أخاه ومربتاً على ظهره .. هو الآخر بدأ بالبكاء أيضاً بعد حين ..
*سنتان قد مرت , لكن قلوبنا لا تزال معلقة بك , قد أكون مجنوناً لكني لازلت أرى طيفك بين حينٍ وأخرى
ابتسامتك , عاداتك , رائحتك وحتى ألعابك جميعها لا تزال هنا …لا أزال أراك نا إيون لا تزالين هنا .. *