مُوضُوعْ بسيْط , مُتأخِّر - كهديَّة بهِذِه
المُنآسبَة السَّعيْدَة - ولكِن , أرْجُوا أنْ يرُوقَ لكُمْ ! .
مَن مِنَّا لَم يسْمَع بهذَا الاسْمِ الرَّنآنْ ,
والّذِي سبقَت شُهرَة آسْمِه { عنآويْنَ رواياتِهْ } وذآعَ
صيْتُ أسلُوبِه لمَا تفرَّد بهِ مِن ..
أسلُوب مشوِّق , وأفْكآر حاكَت عُمقَ
مُشْكِلآت وَ مشآعِر مُجْتَمَعِهْ فِي ذلِك الوقْت ؟!
نَعمْ إنَّه { تشَـآرلْز ديْكِـنْز } آلّذِي بدَأ حياتهُ مُلمِّعاً للأحْذَية
وآنْتهَى كَـ { أحَد أشْهَر الكُتَّآب الانجْلِيز }
, فلـنغُصْ معَاً فِي رحْلَةٍ لـ عالمِه الآسِر .
تشَآرلْز جُون هُوفام ديْكنز :
هُو كآتِب شهيْر , أوْجَد وآبْتكَرر شخْصيّآت كثيْرَة لهَا وَزْن
وَ شُهْرَة كبيْرَة فِي الأدبِ الانْجليِزي , ولِدَ فِي بٌورستمُوث عآم 1812 م
وآنتقَل إلَى لنْدِن مَع عائلتِه الفقيْرَة حيْنَ بلَغ عاميْن .
لمْ يكُمِل درآستهْ لكِن وآلدِته كآنَت سببْ رئيْسِي فِي
تنْمِيَة حُب آلقراءَة لديْه . بدَأ العمَل فِي { تلْميِع الأحْذيَة }
وقرَّر بعْد ذلِك العمَل مرآسل صحفِي لـ يبْدَأ باكْتِسآب شهُرَة وآسِعَة .
كآن أول نجاح أدبِي حقَّقه حيْنَ نشَر أوَّل أعْمآلِه " أورآق بيْكويْك "
ولكِن حيآتُه رُغمَ شهُرتِه خلَت مِن أيِّ سعآدَة . فبالرُّغم مِن أنَّ لديْهِما
عشْرَة أبْنآء , إلَّا أنًّه وَ زُوجَته كآثْريِن أنْهيَآ حياتُهمَا التَّعيْسَة بالانْفِصآل
عآم 1858 م .
لكنَّه كآن يُكرِّس وقْتَه بيْنَ الكتآبَة وَ العمَل لـ المُؤسسَّآتِ الخيِّريَة
وتحْت وطأة كُل هذِه النَّشاطات سآءَت حالتُه الصِّحيَة وَكان ذلِك سبباً لـ وفآتِه . عآم 1870 م .
كتَب تشآرلْز ديْكِينْز عشْريَن روآيَة بشكل شهْرِي أو أسْبُوعِي فِي
الصُّحف والمجلَّات لـ يجْذِب بذلَك تلْكَ
الفئَة مِن المُجْتمِع الَّتِي لَم تكُن قادِرَة على شرآءِ الكٌتبْ .
وقَد كتَب َعن الحيآة فِي لنْدن مُنتَصف القرْن التَّاسع عشَر ببصيرةَ حادَّة
وقُدْرَة فذَة على تفهُّم طبيْعَة النَّفْس البشريَّة . وقَد غآصَ فِي أعْمآلِه الأخيْرَة
فِي تقْديِم الجانبِ القاتِم مِن العالَم .
ولكِن كآنَ لهُ أعْمآل أُخرَى أقلْ حدَّة كـ روآيِته " ديْفيد كُوبرفيْلد "
أرَى أنَّ لهُ أسْلُوب جميْل , مِن أجْمَل الأسْآليْب الَّتِي قرأتُهـآ فهُو يُجيْد
صيآغَة الأحْدآث ويدْفعُنِي لـ تقْلِيب صفحآتِ الرّوآيَة بحيْث أُنْهيِها فِي أقَل
مِن أسْبُوع . فالتَّشُويْق وَ المُتْعَة فِي وصْفِه أمْر ملْحُوظ بالإضآفَة لـ حسْ
الدُعآبَه السَّآخِرَة وتصْويِره لـ { الشَّر المُتفشِّي } فِي أحْيآءَ لنْدَن الفقيْرَة
بكُل أمـآنه ودقَّة . أيْضاً وجدَّت فِيه كآتِب رُومآنْسِي أيْضاً فهُو يُجيْد
كتآبَة قصصِ الحُب السَّعيْدَة والمأسَاويَّة فيأخُذَنا بقصَّصِه الَّتِي لآ تنْتِهي .
أيْضاً أكْثَر مآ يرُوق لِي هُوَ أنَّ روآيَاتهِ تحْمِل هَدف ومعْنَى ولآ تتمَحْور فقَط
حُول الشَّر أو الخيْر , أو الحُب والصَّدآقَة بلْ كُل ذلِك
فكأنَّنِي أقرآ مُذكِّرآت أشْخاص عاشُوا فِي ذلِك العصْر
الفكْتُورِي المثيْر والّذِي لطالَما سحرَنِي برُونَق أحْدآثِه .
" أوليْفَر تُويْست "
كتبَ هذِه الرِّوايَة بعْدَ أن أصْبَح أباً للمرَّة الأولَى , وهي تتمْحُور
حُول مُغامَرات ذلِك الفتَى الصَّغيْر اليتيْم أوليْفِر تويْست . وفِي الحقيْقَة كآنَت
روايَة جميْلَة مأسآويَّة , ومشُوِّقَة حزيْنَة ولكِن لهَا جوانبْها المرِحَة
حُول رحْلَة حيآة وَ مُغامَرات أولْيفَر الِّذي قرَّر الهرَب مِن
حيآَة الإهانَة ليجِد الكثيْر مِن المصآعِب , الكثيْر مِن الأعْدآء والأصْدِقاء بانْتِظارِهـ
ولآ زلِت أتذّكر " فآجِن " وعِصآبتِه وَ " بيْل سآيْكِس "
وعلَى الجانِب الآخر " آلآنِسَة رُوز مآيْل " والسٍّيْد " برآونْ لُو "
فكأنَّ الرِّوايَة مديْنَة صغيْرَة حَوت كُلّ هذِه
الشَّخْصيآت المُتنوِّعَة فِي الطِّبآعْ .
" ديْفيْد كُوبرفيْلد "
ويعُود ديْكِنز لـ يسْرُد معَانَاة الأطْفآل ولكِن بصُورَة مُخْتلِفة فيْ
روآيتِه " ديْفِيد كٌوبرفيْلد " الَّتِي لَم تخلُو مِن السَّعادَة والمُغامَرآت
لـ ديْفِيد الّذِي نبْدَأ الرَّوايَة بطفُولِته آنْتهاءً بشبآبِه وقصص حُبِّه .
حيْث يأخُذَنا الكاتِب فِي رحْلَة إلَى أعْمآق الكثْير مِن الِشَّخصيآت
- كعآدتِه - مثلْ : " السّيْد ميْردستُون " وَ " السّيد الحزْين يُوريَا هيْب "
وأخيْراً " آجنِس ويْكفِيلد " ! وغيْرِهم .
آعتَبرْت روآيَة ديْفيد كُوبرفيْلد كـ فتْرَة فآصِلَة بيْنَ آلكآبَة
المُسيْطَرة على أجْزآء كثيْرَة مِن روآيَة " آوليْفِر تويْست "
" من يخفف من أعباء آخر لا يمكن اعتباره منعدم الفائدة في هذا العالم "
" العقول، مثلها مثل الأجسام، غالبا ما تسوء حالتها جرَّاء الراحة الزائدة. "
" تحدث الحوادث في أكثر العائلات تنظيما "
" أنا لا أطلب غير الحرية، أن أكون حرا كالفراش "
" نحن نقوم بصناعة الأغلال التي نرتديها "
" هناك حكمة للعقل وحكمة للقلب "
" لآ يجب أن نخجل من دموعنا أبدا "
" حتى أضخم الأبواب مفاتيحها صغيرة "
وأخيْراً .. عُذْراً لـ بسآطَة المُوضُوع وقلَّة مُحْتوياتِه
ولكِن بإذْن الله - القادِم أجْمَل - أرْجُوا أنْ يكُون مـآ قدَّمت مُمْتِع
وأنْ أكُون زوَّدُتكم بمعلُومآت مُمْتِعَـة حُول هذِه
الشَّخْصيَـة المُميَّز
آلحقُوق محْفُوظَـة , ومصآدِر آقْتبِاس المُعلُومآت كذلِكْ !