فتحت باب منزلي و كأني فتحت ابواب جهنم علي
رأيت امامـ البابـ رجلاً يئن من شدة الألمـ ..
و دماؤهـ تسيل كـ جريانـ الماء الى جدولهـ ..
نظرت إليه .. أحسستـ بهـ .. شعرت بشعوره
بألمه وحسرته ..
_ما بك ..؟!(قلتـ لهـ).. ما هي هويتك .. ومن الذي فعل بك كل هذا..؟!
أنتـ مليئ بالجروح و لكـنني أشعر بان جرحكـ الحقيقي في قلبك ..
فقل لي هل من احد قد جرحكـ ..؟!
ظل صامتاً إلَا أنهـ لم يبعد نظراته الحزينة عني وكأنه يقول :
_ أنظري ما بي ..!! و إعرفي من عيوني حزني وهمي ..!!
_تفضل ادخلـ (قلتـ لهـ) ..
ساعدتهـ على الدخول و بالي مشغول ..
(ما مشكلته وما هي مصيبتهـ و ما الذي جبرهـ على الجلوس امام بيتـ شخص غريب)!!
جهزتـ لهـ الحساء و اطعمتهـ و قلبي كلهـ نقاء وبلا جفاء .. تمنيت لهـ الشفاء ثم نمت..
إستيقظتـ في الصباح وتحية السلام عليه القيت .. و لكنني لم أسمع إجابة إلا الصمت..
و كان غراباً أسوداً على قلبهـ النابض حطـ ..
أصريتـ عليهـ ليستجيبـ لي .. ولكنـ نظرتهـ الحزينـة قد عادتـ من جديد لتنظر لي.
لذلكـ قررتـ الصمتـ ..
إعتنيت بهـ وعالجتـ و ضمدتـ جروحـهـ ونزيفـهـ .. إلَا أنهـ لم ينبَس ببنتـ شفـة ..
مررتـ الأيامـ مروراً مريراً حزينـاً و كئيباً .. لم أشعر بطعمـ السعادة بهـ ..
و لمـ يمر يوماً لمـ ابكـي فيهـ ..
و أخيراً أصبح يستجيبـ لي .. و لأسألتي .. أخيراً أصبـح يتكلمـ ...
_الحياة متاعبـ و مصاعب(قال لي) ومن قال بإنهـا جميلـة فهو مجنونـ وغير صائبـ ..
الحياة تتعبـ القلبـ و تجلبـ المآسـي .. و الآلأمـ جروح داميـة .. تدمـي القلبـ..
اغلبت جروحهـا جروح كلاميـة .. تخرج من صميمـ القلبـ .. وتزيـد من لوعـة الجرح ألمـاً..
و صمتـاً في نفس الحيـن ... و أنين في آناء الليلـ .. في ليلـة لا يوجـد بهـا نسمـة هواء..
(قاطعتهـ قائلـة): ماذا تعرفـ عن الحياة ؟! أنتـ لا تعرفـ عنهـا شيئـاً ..
الحياة معركـة شريفـة بين خير و خير .. و عاطفة ضد عاطفـة ..
الحياة إختبار علينا تجاوزهـ ..علينـا ألا نكرههـا لأسبابـ شخصية ..يجب ألا يطبـع على
قلوبنا ماضٍ حقود .. و نفسية كئيبـة ..!!
**
في اليومـ التالي إستيقظتـ من سباتي ودخلـت إلى غرفتهـ و نظرتـ إلـى لمعـة عيونهـ ..
و جفونهـ و على دمعـة قد طبعتـ على و جنتاهـ .. أحسستـ بشعور غريبـ نحوهـ..!
أحسستـ بالحبـ ..!! نسمـة عليل قد جذبتني إليهـ .. فجـن جنونـي ..
مسكتـ قميصهـ في غضبـ قائلـة في غضبـ و وعلى وجنتاي دموعي:
-من انت !!و ماذا فعلتـ بـي؟! الا تشعر ما بـي ؟! لما يختلجني شعور
بالعاطفـة نحوكـ!! لمـاذا تثيـر قلبي بنظراتـ قلبكـ !!
نظر الـي بعينيهـ الذابلتين قائلاً :
- أنا إنسانـ جريـح و اود بإنـ استريـح .. جئتـ للبحثـ عن السعادة مـع إمرآة
مثلكـ .. مـع إمرآة بحنانـ قلبكـ !!
- ولكـن ما الذي يجعلكـ تبحثـ عن الحنانـ في منزلـ لا تعلمـ إن كان يوجد فيهـ الأمانـ ..!!
مــن أنتــ .. لا تكذبـ و أجبنـي من أنتـ!!
قال لـي بلا مبالاة و مع إبتسامـة بلهاء: هل احببتنـي حقاً!!
-أجلـ لقـد أحببتكـ .. لقـد أحببتكـ أهـذا ما أردتـ أن تسمعهـ؟!(قالتـ بغضبـ)
-و أنـا أحببتكـ أيضاً ..
(مسكـ يـدي بحزنـ).. كانـ يـود أنـ يقولـ شيئاً مـا إلا أنـ أحدهمـ قـد طرقـ باب منزلـي
ولكننــي لمـ استجبـ لهـ .. و لم آبـهـ بشيء و كأننـي لم أسمـع..
ولكـن الطارق أصر على الدخولـ ..(لقـد أفسـد تلكـ اللحظـة)!!
فتحتـ البابـ .. ذهلـ حبيبي المجهول و كأنما رأي شبحاً !!
-لماذا الشرطـة هنا(قلت لهـ)
-جئنـا لنقبض على ذاكـ المجرمـ المخادع ..
نظرتـ إليهـ قائلة: ماذا؟!!..
-لا تفكري ولا تأبهي و صدقي لغة عيناي رجاءاً لا تصدقيه(قالها بحزن)..
وقفت ومددتـ ذراعـي و أغلقتـ الطريق على الشرطـي
-(لا لنـ تأخذوهـ.. أبداً لنـ أسمح بذلكـ) ..
إقتربـ الشرطـي مني و همس بأذنـي شيئـاً مـا و بعدهــا ...
وبعدهــا .. جلستـ على الأرض من هولـ الصدمـة ..(أهو كذلكـ حقاً)!!
ذهلتـ ذهولاً شديداً و إرتختـ يدي التي كانتـ مستعدة لفعلـ أي شيء
من اجلهـ ..!!
و أكملـ رجالـ الشرطـة مسيرتهمـ وأخذوهـ و هو يقولـ لي :
-لا .. رجاءاً لا تجعليهم يأخذونني .. استتركيني من أجلـ ماضَـي؟؟!
ذرفتـ الكثير من الدموع و لوحتـ بيدي مودعـة قائلـة بنبرة حزينـة :
- وداعاً يا حبيبي المخادع .. لـن أنسـى يومنـا الجميلـ مـعاً ..لنـ
أنسـى شيئـاً ..
خرج رجالـ الشرطـة من المنزلـ و أغلقوهـ ورائهمـ ..
لمـ افعلـ شيئـاً بعدهــا إلا أننــي هدمتـ كلـ شي أراهـ امامـي بيدي
هاتين اللتانـ حاولتـا حمايـة شخـص لا يستحـق الحمايـة والحبـ والحنانـ ..
حصـري لأنيـدرا.. يمنــع النقلـ سواء مـع الرابطـ او بدونـ